رغم مساهمتهم المؤثرة في الاقتصاد الأمريكي من خلال تأسيس شركات جديدة، لا ينال رواد الأعمال المهاجرون الاهتمام الإعلامي الذي يستحقونه؛ وكشفت دراسة حديثة أجراها كل من الخبراء الاقتصاديين ويليام ر. كير (كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد)، وساهيل أ. شودافاديا (جامعة ميشيغان)، وساري بيكالا كير (كلية ويلسلي)، ولويس جيه ميدن (كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد)، أن “المهاجرين يلعبون دورًا أكبر من المتوقع في مجال ريادة الأعمال بالعديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة حيث يمثلون ربع المنشآت الجديدة التي توفر فرص عمل”؛ ولأهمية هذه الدراسة قررنا التحدث عنها في USAFIS.
تناول الخبراء بالتفصيل دور رواد الأعمال المهاجرين، وذكروا أن “هناك تمثيل أكبر من المعتاد للمهاجرين بين مؤسسي الشركات المبتكرة وفي قطاع التكنولوجيا المتطورة”؛ وأضافوا: “في عام 2022، كان للمهاجرين دور ريادي في تأسيس أربع من أكثر الشركات الأمريكية الخاصة قيمة والتي تحظى بدعم رأس المال (سبيس إكس، سترايب، إنستاكارت، داتابريكس)، بالإضافة إلى ثلاث من بين أكبر عشر شركات عامة قيمة عالميًا (ألفابت، إنفيديا، تسلا)”.
وفقًا لدراسة حصلت عليها USAFIS أجرتها مؤسسة السياسة الأمريكية الجديدة (NFAP)، فإن 55٪ من شركات التكنولوجيا الناشئة الأمريكية التي تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر لديها مؤسس مهاجر واحد على الأقل. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن ما يقرب من ثلثي هذه الشركات (64٪) أسسها مهاجرون أو أبناء مهاجرين أو شاركوا في تأسيسها. علاوة على ذلك، كان مؤسسو حوالي ربع شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تقدر قيمتها بمليار دولار من المهاجرين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة كطلاب دوليين.
وأشار البروفيسور ويليام كير من كلية هارفارد للأعمال متحدثًا عن سبب كون المهاجرين ناجحين، إلى أن الصفات التي تدفع الفرد إلى الهجرة، مثل حب العمل والسعي لتحقيق إنجازات أكبر، تُشبه إلى حد كبير الصفات التي تميز رواد الأعمال.